والخليفة الحاج محمد ، نشأ من ذرية بعضها من بعض . اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين . فتمسك الأديب الأريب والفيلسوف المتصوف بغصن متين ليضيف إلى الشكل مضمونا ، وليعطي للحرف روحانية وصفاء، وللرسوم مدلولا ومعنى ، ولا غرو ، فهو ولي . والولي لا يأتي بدين جديد، وإنما يأتي بفهم جديد فسلك نهج شيخه أبي العباس في مقولته الشهيرة ) همة الإنسان قاهرة الأكوان فإن تمادى ولم يتزحزح فإنه نائلها ولو كانت وراء الثريا). وكان الخليفة الحاج محمد قد التقى منذ مولده بمن جعله الله خير الأنام وسيد الوجود صلى الله عليه وسلم فقدمه والده إليه في أسبوعه الأول من ولادته ، فضمه صلى الله عليه ضمة صحت بها العلل .
أيها القارئ الكريم أحمد الله أولا الذي بنعمته تدوم الصالحات والقائل في محكم تنزيله : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ( ولصلاة والسلام على الرحمة المهداة في العالمين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، من زكاه مولاه وحث على محبته ، قائلا { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
ورضي الله عن أصفيائه المبجلين. وأوليائه المقربين أنجم الهدى والإحسان، ينابيع العلوم والفنون التي فاضت لتعم البسيطة بإكسير يحول الحديد ذهبا ، ويصير الحجر عام جوهرا فجعلوا سيرته الشريفة مرجعية للحياة، وسعادة الدارين وعلى ذاك النهج القويم سار العارف بالله السالك الواصل الحاج محمد الخليفة الكولخي ، فهزت تأليفه وإنجازاته المتعددة نفوس العارفين بالله لما جمع من جمال الشكل وروعة المضمون، فرفع النقاب عن الكنز المكنون . والذخر الثمين أبي القاسم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام . فجاء عمل الخليفة الحاج محمد في وقت مظلم عكف فيه الناس بحثا عن صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، فكانت حياته كلها إرشادا وتقويما وبحثا وتعليما وسعيا جادا لإصلاح ذات البين ، فوقف على وجه من بحثوا عن الحقيقة خارج الإطار وبعيدا عن الطريق القويم ، فتهافت الفلاسفة واعتقد أهل الفن والتقنين أن ما لديهم من زخرف غاية لا وسيلة ، فزلت بهم الأقدام، إذ إن المادة العارضة الزائلة لا تصلح أن تكون يقينا. فالغرب الروماني الإغريقي والشرق الهندوسي الصيني بشقيهما الهليني والآري وقفوا عند حدود المادة ومن خلال . آلية التنظيم والتنسيق ، فانجرفوا وراء رجال لا أهلية لهم، فغرقوا في بحر لجي متلاطم الأمواج (ظلمات بعضها فوق بعض فمن لم يجعل الله له نورا فماله من (نور) فاعتقد "هيكل" الفيلسوف أن " نابليون بونا بارت تجسيد لفكرة المعصومية . فسار وراءه الغرب ، ليبني الرأسمالية المستغلة للإنسان واعتقد لينين في ماركس " كمرجعية مقدسة ، فانبنت عليه الشيوعية فانقسم العالم إلى شطرين في سياق لعبة الشطرنج : غرب مشرك، وشرق ،ملحد، فكانا وجهي عملة واحدة. وفي هذا التيه وأمام هذه المعمعة الايديولوجية وفي خضم هذا الضجيج السياسي ولد أبو عبد الله محمد بن عبد الله انياس الكولني يوم ٢٩ يوليو عام ۱۸۸۱م الموافق ٢ من رمضان عام ١٣٩٨ هـ لعامين بقيا من القرن الثالث عشر الهجري عند الظهر. فلما ترعرع وصار غلاما وانبث في نفسه ما انبث ، نظر نظرة في النجوم الهاوية نحو الأفول ، وإلى القمر المنتهي أيامه ، وإلى الشمس وهي في ساعة الغروب فوجه وجهه لفاطر السماوات والأرض كفرا بالطاغوت، وتمسكا بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، فجاء طرحه بديلا راسخا ، وقد رأى بعين اليقين من اصطفاه مولاه بحق اليقين ، ابا القاسم من خُصص بالكوثر المعين.
والخليفة الحاج محمد ، نشأ من ذرية بعضها من بعض . اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين، فتمسك الأديب الأريب والفيلسوف المتصوف بغصن متين ليضيف إلى الشكل مضمونا ، وليعطي للحرف روحانية وصفاء، وللرسوم مدلولا ومعنى ، ولا ،غرو ، فهو ولي والولي لا يأتي بدين جديد . وإنما يأتي بفهم جديد فسلك نهج شيخه أبي العباس في مقولته الشهيرة ( همة الإنسان قاهرة الأكوان فإن تمادى ولم يتزحزح فإنه نائلها ولو كانت وراء الثريا). وكان الخليفة الحاج محمد قد التقى منذ مولده بمن جعله الله خير الأنام وسيد الوجود صلى الله عليه وسلم، فقدمه والده إليه في أسبوعه الأول من ولادته ، فضمه صلى الله عليه ضمة صحت بها العلل.
ثم إن الحاج محمدا الخليفة ، نهل من شتى العلوم حتى صار نارا على علم ، ثم إنه مجلي ميدان السيرة من صدأ الزمان فالسيرة النبوية هي مجاله المفضل ، وقد وقف إلى جانب الباحثين عن عصا النجاة في عالم ، تتلاطم فيه الأمواج ، فرأى بعين اليقين حامل لواء الحمد الذي ارتقى إلى سدرة المنتهى عند قاب قوسين أو أدنى فرأى الحل والخلاص في وحي يوحى. ولم یکن نابليون ولا ماركس ، ولا هيكل ممن أوحي إليهم ، فعكست أطروحته ما عليه العالم اليوم ليأتي بجديد من خلال قديم لايبلى . ونور لا يأفل . فكرّس همته العالية في رحاب السيرة النبوية فجاءت ضالة الطريق ، فعادت السيرة إلى سيرتها الأولى تتلقف ما صنعوا ، إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ودارت الأيام دورتها . وعاد الجدل من جديد وكثرت الغوغائية والعالم ينتظر ، ولسان حاله يقول: أشر أريد بمن في الأرض أو أراد بهم ربهم رشدا. فالشرق الشيوعي قد انهار وذلت به القدم ، والغرب الرأسمالي على شفا حفرة من نار وأهل النفاق الذين في قلوبهم مرض يقولون ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا.
وها هو ذا الخليفة الحاج محمد يعود إلينا مبشرا ومنذرا ، ومشيرا بالبنان إلى عصا النجاة ، وطريق الخلاص سيد العرب والعجم والكون على حافة الهاوية هنا يسجل الخليفة الحاج محمد ويقول : أنت للكون بهجة وبهاء وتجلت بنورك الظلماء فهنيئا للسنغال بالشيخ محمد ، وهنيئا لنا بنصر من الله وفتح قريب.
سيدي الأمين انياس - مجموعة والفجر الإعلامية
الصحوة ثقافية جامعة - العدد ٥٥ أكتوبر - نوفمبر ۲۰۱۳۳