"الخليفة الحاج محمد انياس "الكولخي" : "كنز المكتوم " و "منبع الفنون العلوم

Mame Khalifa Niass

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما.

رجال في الحياة لهم مما ت بما صبروا وعيشهم المنايا

ولد الشيخ الخليفة الحاج محمد انياس ظهر يوم الجمعة في 29 يوليو1881م الموافق لعام 1298هـ الثاني من شهر رمضان المبارك في قرية تسمى"سِيلك "قرب دُوفَانْ، في منطقة" نِيُورُ دِرِيبْ "بكولخ من بلاد السنيغال من أبوين كريمين نسبا ودينا.
وكان أبوه الحاج عبد الله انياس التجاني من كبار علماء زمنه عالما صوفيا قاضيا ومجاهدا كبيرا. "فهو عبد الله ابن محمد بن مَدِمْبَ بن بكر ابن محمد الأمين بن ساتيورو بن صَمْبَ بن الرضى، والرضى هذا الجد الأعلى للخليفة الحاج محمد انياس رفع كثير من النسابين نسبه إلى عقبة بن نافع القرشي الصحابي الجليل. وهو ـ أي الرضى ـ عربي أتى إلى بلاد السودان من جهة المشرق من أهل العرب، وتزوج بامرأة من ملوك كجور يقال لها جيل انياس".

وأما أمه فهي السيدة الصالحة الطيبة المعروفة بـ"آمنة اتيام "أم المساكين" بنت العالم الكبير المتصوف الجليل السيد الحاج إبراهيم تشيام "تشلل". ويروَى أنها لم تزل تهتم برضا زوجه الحاج عبد الله انياس، وكذلك لم تفعل قط شيئا يغضبه.
وكان الشيخ الخليفة محمد انياس كما قال الباحث محمد جمه كه كان يستبشر مرارا عديدة بموافقته له- صلى الله عليه وسلم- في اسمه واسم أبيه واسم أمه، وإلى ذلك يشير قائلا :
لي رتبة منك مع جاه بتسميتي محمّدا سيّد الأكوان في الأزل
أرجوا قبولا و جاها عند سيّدنا مع الرّخاء وصفو القلب و الأمل

قد أشهر بعض المؤرخين كأمثال الدكتور عامر صمب في كتابه "الأدب العربي السنغالي" أنه لما كان سابع الثاني في ميلاده رأى والده سيد البشر محمدا بن عبد الله رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال له : "قد سميت ابني هذا باسمك" فقال :" ناولني إياه"فأخذه وضمه إليه حتى مكث ساعة ورده إلى أمه " يقول شارح الديوان الكبريت الأحمر :"ولعل هذا الحب ناله من بركة ذلك الأخذ والله تعلى أعلم". ويشهد لذلك في البيت التالي :
صافحته بيميني في مسامرة وضمني ضمة صحت بها علل
وكان منذ نعومة أظفاره مشتغلا بالعلوم الدينية والدنيوية،الظاهرة والباطنة على حد سواء؛ فبذل جهد المستطيع لتحصيل العلم حتى برّز فيه، وشفى منه غليله. وهكذا نشأ الحاج محمد انياس في بيئة دينية صوفية صافية وترعرع. حفظ القرآن صغيرا برواية ورش.
ولم نعرف من معلمي الخليفة محمد انياس إلا اثنين والده الحاج عبد الله انياس، وحسن سِيس كمب درمان الساكن قرية "جيوسك" في منطقة( سَالُومْ) الذي علمه جزءا من كتاب الله العزيز وظهر عنده كرامة عجيبة كما قيل : "إنه زمن تعلمه للقرآن ربما وقف في قراءته ثم فكر، وقال هذه الجملة ينبغي أن يليها كذا فإذا هي كما ظن" !!

أما والده الحاج عبد الله فهو الذي تولى تربيته وتعليمه، وقيل "إنه كان يظهر غرائب المفتوح عليه والمكاشفة" وهو عند سورة النبإ، كان ينشد القصيدة الميمية يتشوق فيها إلى الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى بيت الله الحرام وهي هذه :
يا لله يا ربّ يا منشى الخلائق يا وهّاب يا باسط الأرزاق كــالدّيم
وهــب لنا كرمــا زادا يبلّــغنا ديار حبّك قبل الشّيب والهرم
حــتّى أنـــيخ بمن كانـــت محبّته قبل انفطام وقبل الدّرك للحلم

وفي الكبريت يقال أنه" قد أجاب الله عز وجل دعاءه وحقق منيته ، فإنه قد حج وزار الشيخ أحمد التجاني سنة ألف وثلاثمائة وثمانية وعشرين 1328 هـ الموافق،ألف وتسعمائة وعشر 1911م.هذا، و بعد موت والده رجع الخليفة الحاج محمد انياس إلى فاس من جديد لزيارة الشيخ أحمد التجاني سنة1342 هـ الموافق 1924م، وكان لهذه الزيارة أهمية قصوى في حياته الصوفية، إذ من خلالها نال إجازتين، أوّلها في الدار البيضاء من حفيد شيخنا أحمد التجاني رضي الله عنه هو سيدي محمود بن الشيخ محمد البشير بن محمد الحبيب ابن القطب المكتوم الشيخ أحمد التجاني رضوان الله عنهم، وأما الإجازة الثانية فبالمراسلة وجدها من السيد محمد الكبير بن محمد البشير بن محمد الحبيب ابن الشيخ أحمد التجاني، وكلاهما أطلق له إطلاقا عاما "وإلى تلك الإجازة العالية النادرة عني بقوله :
إ ن السعا دة والولاية والتقى مقرونة بإجازة المحمود
نور الزمان ووارث لإمامنا قطب الوجود وختمه المشهود
...
ولحسب محبته الجازمة للنبي صلى الله عليه وسلم كان محمد انياس يسهر الليالي باكيا، ففي هذا السياق نفسه يقول :" فإني منذ ناهزت الفطام وترعرعت وصرت غلاما ما زالت في اليقظة والمنام أهوى من جعله الله خير الأنام رسول الله خاتم المرسلين الشافع المشفع في الثقلين...وهمت بأودية وشمت بروق الغمام من حبّه وانبثّ في قلبي من بثّ".
بعد رجوعه إلى فاس نظم أخوه الصغير العالم الكبير الشيخ عمرنياس رضي الله عنه قصيدة يهنئه فيها قائلا :
بُشْرَى لَنَا بِإِمَامِ عَصْرِهِ الْحَاجِ مُحَمَّدٍ شَيْخِ هَذَا الْوَقْتِ ذِى التَّاجِ
تَاجُ الْخِلَافَةِ فِي مَعْنًى وَفِي عَلَنٍ بِرَغْمِ أَنْفِ أَخِى اْلِإنْكَارِ لُجَاجِ
جَابَ الْبَرَارِي كَمَا جَابَ الْبِحَارَ عَلَى فُلْكِ اْلأَمَانَةِ مِنْ تَغْرِيقِ أَمْوَاجِ
إِلَى زِيَارَةِ قُطْبِ الْعَارِفِينَ مَعًا فِي رَوْضَةٍ عِنْدَهَا جَمِيعُ مُحْتَاجِ
فِي رَوْضَةٍ حَاكَهَا فِي حُسْنِ نَضْرَتِهَا سَمْطُ اللَّئَالِى وَمَرْجَانٍ وَدِيبَاجِ

إلى قوله :
بَحْرُ الشَّرِيعَةِ بَلْ بَحْرُ الْحَقِيقَةِ بَلْ بَحْرُ الْفُنُونِ جَمِيعًا دُونَ فَجْفَاجِ
أَبُو الْمَوَاعِيظِ يُكْنَى مِنْ مَوَاعِظِهِ كَمْ فَاجِرٍ صَارَ أَنْقَى الْقَلْبِ كَالْعَاجِ

وهكذا عاش الخليفة الحاج محمد أنياس حياة صوفية مع الزهد والسلك إلى طريق المستقيم. فأخذ ورد الطريقة التجانية الشريف الحسني عن أبيه الحاج عبدالله الشيخ,الإمام ,المتصوف والمقدم في تلك الطريقة،الفاني في محبة شيخه أحمد ابن محمد التجاني، وكرّس حياته في الدعوة والتبليغ، خلفا عن صاحب الطريقة رضي الله عنه. كان أبوه الحاج عبدالله صاحب مؤلفات مهمة ومنها :
 :"الأجوبة المفحمة في الصدقة للميت" و الدلائل المحكمة "و مطهر القلوب ومبين الهداية للخطوب من العطية" وكتاب"تنبيه الناس على شقاوة ناقضي بيعة أبي العباس"
ومن المشهور مما يدل على أول إجازة الحاج محمد أنْ :" كان والده يأمر من أتاه يطلب الورد أن يأتيه ويلقنه " فكأن ذلك يدل على حصوله مبكرا على إجازة الورد التجاني من والده".
وكان أبو عمر الخليفة محمد أنياس يتفنن في شتى فنون العلم، وخاصة السيرة النبوية الشريفة وعلوم اللغة العربية وفي مقدم شرح الديوان المذكور الكبريت الأحمر قال العلوي :
" أنه لا يدري متى عرف العربية فإنه ما عقل إلا وهو يعرفها"
إنه بعد أن حفظ القرآن ودرس أهم الكتب النحوية والفقهية في ذلك العصر والتي كانت تمثل القاعدة الأساسية للثقافة الإسلامية والعربية، كان له مجلس يأتيه الناس من كل حدب وصوب إما للتعليم، أو للتربية أو للترقي فلم يبق أي مادة ولا فن إلا وهو يدرسه في ذلك المجلس كالفقه والنحو واللغة والتفسير والحديث والسيرة النبوية والتاريخ وهلم جرا.
وللخليفة سيدي محمد بن عبد الله انياس مؤلفات كثيرة منها :
طريق الجنان في مدح سيد بني عدنان،
الجيوش الطلع بالمرهفات القطع إلى ابن ما يأبى أخي التنطع،
والمواهب الإلهية في الغزوات النبوية،
ومرآة الصفا في سيرة النبي المصطفى،
ونيل المرام في مدح خير الأنام،
وذخيرة العطايا في الوفود والسرايا،
ومرشد الإخوان، وهو نظم لوصايا الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله عنه،
ونصيحة الإخوان عن دعوى الولاية بالبهتان،
ومفتاح الفتح والوصول إلى حضرة شيخنا ابن الرسول،
ومسامرة الفكر في زيارة القطب الأكبر،
الوهبية في مدح خير البرية ،
ووشي الديباج في مدح صاحب المعراج،
نظم أهل البدر سماها " شفاء الصدر في من حضر وقعة البدر"،
قلائد المرجان في الطب النبوي الروحاني،
فوز السعداء في التوسل بالشهداء،
الفيض الرباني في التوسل بأسماء النبي العدناني،
وبلوغ السول في مدح الرسول،
كشف الغمة في مدح نبي الرحمة،
وزاد الميعاد في تضمين (بانت سعاد)،
ونيل الأرب في مدح خير العرب،
والفرج القريب في مولد النبي الحبيب

فقد كان ينظم في مدح النبي- صلي الله عليه وسلم-، وفي مدح الشيخ أحمد التجاني- رضي الله عنه- الكثير الكثير من الأبيات لا تعد ولا تحصي، كما أكد عامر صمب مشيرا إلى أن له خمسة عشر كتابا في السيرة النبوية قائلا :
"إن الخليفة الحاج محمد انياس له مكانة مرموقة عند أكابر مادحي نبينا محمد صلي الله عليه وسلم إذ ألّف خمسة عشر كتابا في السيرة وهذا ليس بأمر تافه".
إن من الحقيقة أن كثيرا من علماء عصره لا يزالون متفقون على أنه من أكابر الشعراء البلاد والأجنبية مثل ما أشار العلامة محمد ابن المختار العلوي في مقدمة شرح الديوان قائلا :" أما الناظم فهو مجلي حلبة الميدان، وأصمعي الفصاحة والبيان، حسان المديح النبوي ورياحي الجنان الأحمدي، من برع في العلوم، وهو يافع، حتى شب وما له من مدافع، وارتضع ثدي العلوم والعرفان، فبرز على صغره عن جميع الأقران، خليفة خليفة شيخنا التجاني، وواسطة أمداده وملاذ الجاني، فهو بدر هذا الأفق وابن شمسه، من تاهت به على الآفاق أبناء جنسه، ألا وهو الحاج محمد ابن الحاج عبد الله ابن سيد محمد...... لا زالت أنوار قريحة ساطعة، والمعية ذهنه الوقاد بالمدائح لامعة، وكبدة تتحرى إليه ليس له صبر، وكل لذيذ فهو عنده صبر ختم الله له بالسعادة، ورزقه الحسنى وزيادة".

وقد تولى خلافة والده يوم الأربعاء 17 من شوال عام 1340 هـ الموافق 14 يونيو 1922م بعد وفاة أبيه الحاج عبدالله انياس رضي الله تعالى عنهما ثم بعد ذلك حرص حرصا شديدا تاما مما بقي من عمره على تحفيظ الوراثة وانتشار العلوم والمعرفة الدينية وطريقة الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد التجاني. ومن المهم أن الحاج عبد الله انياس كان يوصي جميع أولاده وتلاميذه وطلابه وعموما جميع أسرته؛ على اتباع الحاج محمد أنياس في عدة عشر سنوات متتابعات كما ذكره الخليفة الحاج محمد في هذين البيتين :
كما حض شيخـــي بعد ذاك ووالدي علي ألفة مثل إتبـــاع الخليفــــة
لدي مشهد الجمهــــور آخـــر عمره بتاريخ شمس بعـد ذكر الوظيفــــة

ولا شك في أن الخليفة الحاج محمد قد اشتهر بكونه جنديا وناصرا للطريقة التجانية وكان لايزال يرد على أعداء الطريقة كما رد على الجكني و"اسمه محمد الخضر ابن ما يأبى الذي أنكر كثيرا من الأمور في الطريقة التجانية في كتاب يسمى "مشتهى الخارف الجاني". فألف السيد محمد انياس الخليفة كتاب "الجيوش الطلع بالمرهفات القطع إلى ابن ما يأبى أخي التنطع" حيث يستهلقائلا :
قال العبيد الكولخي محمد سليل عبــد الله وهو يحمــد
من خصه بواضح البـــيان من بين كل البيض والسودان
تحدثا بنعمة الوهــــاب برغم أنف المنكر المرتـــاب

إلى قوله :
هذا ولمّا انتدب الأشقي إلى سبّ إمام الأولياء الفضلا
جرّدت من قريحتي مهنّدا عضبا لأسقيه به كأس الرّدى
عرضت نفسي إلى الطعان والضرب دون شيخنا التجاني

وقد شهد له أكابر علماء البلاد بالعلم والبيان الشعر والفخر والإحسان والمجد؛ كأمثال الشيخ أحمد بمب الذي شهد له بالعلم لمّا أرسله والده الحاج عبد الله انياس إلى خادم المصطفى رضي الله عنه لتقديم تعازيه بمناسبة وفاة والده "مَامْ مُورْ اَنْتَ سَلِ" رضي الله عنه وأهدى الشيخ أحمد بمب إلى صديقه الحاج عبد الله انياس تفسير الجلالين ففرح الحاج عبد الله انياس حتى أمر ابنه بالرد عليه بأبيات واستهلها قائلا :
أزكي سلام كطعم الشهد بالرّاح ينوب عنّا وصال الرّاح بالرّاح
أزكي سلام كريّ المسك نفحته معطّرا بنـواحي الشـيخ فوّاح
شيخ تقي نقي عــيـلــم علـــم فما ثنائي بمطريه و أمداح

ثم عمل الشيخ أحمد بمب على ردٌهما قائلا :
إلى الحاج نجل الحاج ذي العلم والفخر وذي المجد والإحسان والشعر
محمد المعروف بالجود والندى ما مثله الفتيان في النظم والنثر

كما شهد له كذلك الشيخ السيد الحاج مالك بالعلم، لمّا زاره الحاج محمد نياس في سنلويس في حي سندون وكان الحاج مالك سه من أصدقاء والده. وقيل :" أنه قد سُرَّ بزيارة ابن صديقه الخليفة الحاج محمد انياس الذي يتميز بمستوى عال من العلم والذكاء، وفي رجوعه رافقه إلى محطة القطار واستودعه وكان ذلك نادرا ما يكون من الشيخ الحاج مالك حسب الرواية". وغيرهما من الشيوخ والعلماء بلاد العالم.
وكذلك أيضا السيد أحمد سكيرج الذي كتب له نظما رائعا للشكر والحمد بعد ما طالع "الجيوش الطلع بالمرهفات القطع إلى ابن ما يأبى أخي التنطع". ومن بعض ما كتب له نظما : 
لله قوم حباهم منه مكرمة أقامهم لانتصار الخلق في الخلق
منهم أمد بعرفان محمدهم أنياس في رد ترهات في الحمق
 
إلى قوله :
لئن أطال ابن ما يابي بباطله تدع له جولة في حومة اسبق
لله درك يا أنياس إنك لم هداه يلطم خديه على الطرق

ومنهم السيد عبد الحفيظ التجاني مما كتب نثرا : "قد طالعت ما كتبه أخوناـ في الله ـ الفقيه العالم العلامة؛ الدراكة، الفهامة خليفة القطب المكتوم : سيدي الحاج محمد ابن الحاج عبد الله؛ فوجدته مفيدا في بابه، كفيلا بالمقصود في إيجازه وإطنابه، والظن باله جميل في مجازاة مؤلفه، لأنه سبحانه وتعلى لا يضيع أجر من أحسن عملا، لأنه قام بنصرة الحق وأهله، وأحسن الدفاع عن الختم وحزبه ؛لمثل هذا فليعمل العاملون، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". وكذلك منهم الشيخ محمد فال ابن باب المالكي التجاني الذي قام بتقريظ الكتاب في بيتين هما :
أساء العدى نظم الإمام المحمد وأبطل تلبيس الجهول المعربد
فيبرم تكفير الإمام وحزبه وينكث ذاك الغزل بالنقل باليد

ثم منهم سيدي عبد الكريم ابن العربي الفاسي و سيدي أحمد ابن أبي شعيب الشاذلي طريقة الأموي و سيدي محمد الرفاعي وسيدي محمد المالكي التجاني وكذلك أخوه الصغير الشيخ إبراهيم أنياس وغيرهم من العلماء عصره ـ رضي الله تعالى عنهم جميعا.
ومن المعروف أن الخليفة الحاج محمد انياس كان يجتهد جازما لخدمة والدفاع عن الشيخ أحمد التجاني وكونه خليفة من خلفاء طريقته ومادحا ومدافعا عنه وعن أقطابه، حتى نال قبولا مبشرا من حضرة الغيب بكونه خـــادما رســـول الله وخادما لنجله قطــب الورى أحمد التجاني. مثل ما أشار في أبياته التالية :
الحمــد لله عـــلى قبــول أمداحنا بحضرة الرسول
صـــلى عليه واهب الأنعام وآلـهوصحــــبه الكــرام
وبجناب شيخــنا التجــاني ختم الولاية عظيـم الشان
فرحت إذ جــاء به المبشر من حضرة الغيب ونعم المخبر
حسبي من العز ونيل جــاه أن كنـــت خـــادم رســـول الله
وخادما لنجله قطــب الورى مـــمدّ أقطــاب الرجــــال الكــــبرا

في نهاية بحثنا هذا نستطيع أن نقول أن الشيخ الحاج محمد أنياس كان يقوم بدور هام لانتشار تعاليم الإسلام وتعزيز اللغة العربية وآداب الصوفية من خلال كتبه الهامة وحياته الصوفية الصافية.
هذا، هو مرجع و نموذج للبشرية جمعاء وخصوصا الشباب و الصبيان. ومع ذلك، أنه يستحق أن يكون مكرما محترما مشرفا على الصعيد الدولي يجب أن تدرس تأليفاته في أكابر الجامعة العالم.
فجزاء الله خير الجزاء عن المساهمات الكبيرات وعن جميع أسرته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

فجسمي وروحي عرضـــة في رضاكم وكلـي وبعضي ظاهــــري وسريــــرة
علي المصطفى أزكـــي صــلاة وآلـــه وأصحابـــه أهـــل المــزايا العليــــة

بقلم العبيد الفقير الخادم لحضرة لون انياسين
بابكر طور (نيل المرام
باحث في القسم العربي
جامعة الشيخ انت جوب بدكار
رئس لجنة البحث حول الحياة واعمال الخليفة محمد انياس
 ( CEVOK)

Partagez :